تقويم اللسان (صفحة 99)

وتقول للخارج من الحمَّام: "طاب حَمِيمُك" وإن شئت قلت

"طابت حِمَّتُك" أي طاب عَرَقك، لأن عرقَ الصحيح طيب، وعرق

السقيم خبيث. والعامة تقول: طاب حمَّامك.

وتقول: قد حَدَث أمر عظيم، بفتح الدال.

والعامة تضمها، قياسًا على قولهم: "أخذني ما قَدُمَ وما حَدُث".

والفرق أن أصل حدَث: فَعَل، وإنما ضُمَّت دال "حَدث"

لتقدم "قَدُم"، وللمجاورة أثر، كما قالوا: "الغَدَايا" فإذا أفردوا "الغداة"

قالوا: "الغَدَوات" وكذلك قوله: "أعيذُكما بكلمات الله التَّامة من

كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة". أراد "مُلِمَّة" لكنه

راعى الوزن.

وتقول: "حُلبت الناقةُ كذا" بضم الحاء وكسر اللام. والعامة

تفتحها. وتقول: "فلان يحثُّ في السير، ويَحُض على الخير".

والعامة لا تفرق. وقد فَرَّق الخليل بن أحمد فقال: "الحثُّ يكون

في السَّير والسَّوْق، والحضُّ فيما عداهما".

وتقول: "حَميت المريضَ". ولا تقل: "أحميته" إلا أن تقول أحميتُ

المسمارَ في النار، أو أحميت المكانَ; إذا جعلته حِمًى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015