الصحف الإلهية الشريفة القدر، المطهرة من النقائص والعيوب، وأنزلها على الناس بوساطة ملائكته الكرام البررة.

قوله تعالى: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ...} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما بين حال القرآن، وذبر أنه كتاب الذكرى والموعظة، وأن في استطاعة كل أحد أن ينتفع بعظاته لو أراد .. أردف (?) ذلك ببيان أنه لا يسوغ للإنسان مهما كثر ماله، ونبه شأنه، أن يتكبر ويتعاظم ويعطي نفسه ما تهواه، ولا يفكر في منتهاه، ولا فيمن أنعم عليه بنعمة الخلق والإيجاد، وصوَّره في أحسن الصور في أطوار مختلفة، وأشكال متعددة، ثم لا يلبث إلا قليلًا على ظهر البسيطة حتى يعود إلى التراب كما كان، ويوضع في لحده إلى أمد قدره الله تعالى في علمه، ثم يبعثه من قبره ويحاسبه على ما عمل في الدار الأولى، ويستوفي جزاءه، إن خيرًا وإن شرًا؛ فإما إلى الجنة، وإما إلى النار، لكنه ما أكفره بنعمة ربه، وما أبعده عن اتباع أوامره واجتناب نواهيه.

قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ...} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أنه تعالى لما ذكر الدلائل على قدرته، وهي كامنة في نفس الإنسان، يراها في يومه بعد أمسه .. أردفها بذكر الآيات المنبثة في الآفاق الناطقة ببديع صنعه وباهر حكمته.

قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ...} إلى آخر السورة مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما عدد ألاءه على عباده، وذكَّرهم بإحسانه إليهم في هذه الحياة، وبين أنه لا ينبغي للعاقل بعد كل ما رأى أن يتمرد عن طاعة صاحب هذه النعم الجسام .. أعقب (?) هذا بتفصيل بعض أحوال يوم القيامة، وأهوالها التي توجب الفزع والخوف منه؛ ليدعوه ذلك إلى التأمل فيما مضى من الدلائل التي ترشد إلى وحدانيته وقدرته، وصحة البعث، وأخبار يوم القيامة التي جاءت على ألسنة رسله، ويتزود بصالح الأعمال التي تكون نبراسًا يضيء أمامه في ظلمات هذا اليوم، وذكر أن الناس حينئذٍ فريقان: فريق ضاحك مستبشر فَرِحٌ فَرَحَ المحب يلقى حبيبه، وهو من كان يعتقد الحق ويعمل للحق، وفريق تعلو وجهه الغبرة، وترهقه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015