الكلبي. فإنه قال: إنها مكية، وكلها محكم ليس فيها ناسخ ولا منسوخ. وبرد (?) على القول بأنها مدنية ما نقل في سبب إسلام عمر بن الخطاب: أنه لما قرأ هذه الآيات من أول هذه السورة إلى قوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وكانت مكتوبة في صحيفة عند أخته .. أسلم. فهذا يقتضي أن هذه الآيات مكية. فعلى هذا تستثنى على القول بأن السورة مدنية، تأمل.

فضلها: ومن فضائلها: ما أخرجه أحمد (?)، والترمذي، وحسنه، والنسائي، وابن مردويه، واليبهقي في "الشعب" عن العرباض بن سارية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد، وقال: "إن فيهن آية أفضل من ألف آية". وفي إسناده بقية بن الوليد. وفيه مقال معروف. وقد أخرجه النسائي عن خالد بن معدان قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر العرباض بن سارية، فهو مرسل.

وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن أبي كثير قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينام حتى يقرأ المسبحات، وكان يقول: "إن فيهن آية أفضل من ألف آية". قال يحيى: فنراها الآية التي في آخر الحشر. قال ابن كثير في تفسيره: والآية المشار إليها، والله أعلم هي قوله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ...} الآية، والمسبحات المذكورة هي: الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن.

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015