والسامد: اللاهي، بابه دخل. وفسر الزمخشري السمود بالبرطمة. وهي عامية فصيحة. ففي "الصحاح": البرطمة: الانتفاخ من الغضب.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الاستعارة التصريحية التبعية؛ لأنه استعار التولي والإدبار والإعراض لعدم الدخول في الإيمان. فاشتق من التولي بمعنى عدم الإيمان تولى بمعني أعرض عن الإيمان على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية. ويمكن أن يكون هذا ضابطًا لذكر التولي في القرآن، فحيث ورد في القرآن مطلقًا غير مقيد يكون معناه عدم الإيمان.

ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34)} حيث شبه من يعطي قليلًا ثم يمسك عن العطاء بمن يكدي أي: يمسك عن الحفر بعد أن حيل دونه بصلابة كالصخرة على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.

ومنها: الطباق بين: {أَضْحَكَ وَأَبْكَى} وبين: {أَمَاتَ وَأَحْيَا} وبين: {أعطى وأكدى} وبين: {الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}. وهو في السورة جميعها متعدد، ولهذا يدخل في باب المقابلة. وقد زاد هذا الطباق حسنًا أنه أتى في معرض التسجيع الفصيح لمجيء المناسبة التامة في فواصل الآي.

ومنها: التضعيف في قوله: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)} لإفادة الكبير والمبالغة في الوفاء بما عاهد الله.

ومنها: الجناس المغاير، وجناص الاشتقاق في قوله: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38)}.

وجناس الاشتقاق بين: {سَعَى}، و {سَعْيَهُ} في قوله: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)}.

ومنها: الكناية في قوله: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)} لأنّهما كنايتان عن الفرح والسرور، كأنّه قيل: وأنه هو أفرح وأحزن, لأنَّ الفرح يجلب الضحك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015