ومنها: تنكير شيئًا في قوله: {عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} لإفادة التقليل.

ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: {كَالْمُهْلِ} شبه بالمهل في كونه غليظًا أسود.

ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)} فإن الغليان حقيقة في امتلاء القدر، وارتفاع ما فيها.

ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {خُذُوهُ}؛ أي: يقال للزبانية: خذوه.

ومنها: الاستعارة المكنية التخييلية، في قوله: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48)} فقد شبه العذاب بالمائع، ثم خيل له بالصب.

ومنها: أسلوب التهكم والسخرية في قوله: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)} فالتهكم عبارة عن الإتيان بلفظ البشارة في موضع النذارة، وبالوعد في مكان الوعيد، تهاونًا من القائل بالمقول له، واستهزاءً به، وقد تقدمت أمثلته في مواضع من القرآن الكريم، كقوله تعالى في سورة النساء: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138)} وهو أغيظ للمستهزأ به، وأشد إيلامًا له.

ومنها: الإسناد المجازي في قوله: {فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} فإن وصف المقام بالأمن من المجاز العقلي، كما في قولهم: جرى النهر، ففيه إسناد ما للحالّ إلى المحل، وفيه الاستعارة التخييلية، إن قلنا إن الأمين من الأمانة، التي هي ضد الخيانة، كما قاله الزمخشري، كأن المكان المخيف يحزن صاحبه ونازله، بما يلقى فيه من المكاره، أو الكناية؛ لأن الوصف إذا أثبت في مكان الرجل، فقد أثبت له كقولهم: المجد بين ثوبيه، والكرم بين برديه.

ومنها: التنكير في قوله: {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52)} للتعظيم.

ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015