(75)

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)

قيل: محدقين حول العرش.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ).

قال بعض أهل التأويل: بأمر ربهم، لكن التسبيح بحمد ربهم هو أن يسبحوا بثناء ربهم وحمده ويبرئونه وينزهونه عن جميع معاني الخلق بحمد وثناء يحمدونه ويثنون عليه على ما ذكرنا في غير موضع، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ).

قيل: بين الأمم والرسل، وقيل: بين الخلائق كعلهم.

وجائز أن يكون قوله: (وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) قال الحسن: فتح اللَّه نعمه في الدنيا بالحمد له، وهو قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ. . .) الآية، وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ. . .) الآية، وغير ذلك من الآيات، وختم نعمه في الآخرة بالحمد له حيث قال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ): الحمد لله رب العالمين والصلاة والصلام على سيدنا مُحَمَّد وآله وصحبه الطاهرين أجمعين.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015