ثم ذكر الله صفة هذه الهماز اللماز أنه لا هم له إلا جمع المال، والهمزة واللمزة من الفخر، والكبر، وجمع المال وتعديده من البخل.

{الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ} هذه أيضًا من أوصافه القبيحة جماع مناع، يجمع المال، ويمنع العطاء، فهو بخيل لا يعطي، يجمع المال ويعدده ويرى أنه له به الفضل فلأجل ذلك يستقصر غيره.

{وَعَدَّدَهُ} يعني أكثر تعداد لشدة شغفه ومحبته له، يخشى أن يكون نقص، أو يريد أن يطمئن زيادة على ما سبق فهو دائمًا يعد المال.

{يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} يعني: يظن هذا الرجل أن ماله سيخلده ويبقيه, أخلد ذكره أو أطال عمره، فلا يفكر في ما بعد الموت من الحساب والجزاء أو أنه مانع له من الموت.

{كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}.

{كَلَّا} أي: ليرتدع عن هذا الظن، ليس الأمر على ما يحسبه ويظنه، لا يخلد ماله ولا يبقى له بل.

{لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} ليطرحن طرحًا هو وماله في النار التي تهشم كل ما يلقى فيها وتحطمه، والحطمة من أسماء النار.

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} أي: وما أعلمك ما النار والحطمة.

{نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ} المسجرة المسعرة.

{الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} أي: يخلص حرها إلى القلوب فيعلوها ويغشاها.

{إِنَّهَا عَلَيْهِمْ} أي: الحطمة، وهي نار الله المؤقدة، أي على الهماز واللماز الجماع للمال المناع للخير.

{مُؤْصَدَةٌ} مطبقة مغلقة الأبواب لا يرجى لهم فرج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015