كنا عند فلان أخبرنا أن السكر أربعة. فقال: اعرضها علي. فقال: سكر الشراب وسكر الشباب وسكر المال وسكر السلطنة. فقال: وسكرتان لم يخبرك بهما. فقال: ما هما؟ فقال: سكر العالم إذا أحب الدنيا وسكر العابد إذا أحب أن يشار إليه.
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)
قوله تعالى: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً [72] قال: روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: الحفدة الأختان. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: البنون الصغار الصغار، والحفدة الذين يعينون الوالد على عمله. وعن الضحاك «1» قال: الحفدة الخدمة لله إيجاباً بغير سؤال منهم غيره.
[سورة النحل (16) : آية 88]
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ (88)
قوله: زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ [88] قال: حكى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلّم عن هذه الزيادة ما هي، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الزيادة خمسة أنهار تخرج من تحت العرش على رؤوس أهل النار الجاحدين بالله ورسوله، ثلاثة أنهار على مقدار الليل ونهران على مقدار النهار تجري ناراً أبداً ما داموا فيها» «2» .
[سورة النحل (16) : آية 90]
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)
قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ [90] قال: العدل قول لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والاقتداء بسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم، وَالْإِحْسانِ [90] أن يحسن بعضكم إلى بعض، وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى [90] أي من رزقه الله فضلاً فليُعطِ من استرعاه الله أمره من أقاربه، والْفَحْشاءِ [90] الكذب والغيبة والبهتان، وما كان من الأقوال، وَالْمُنْكَرِ [90] ارتكاب المعاصي، وما كان من الأفعال، يَعِظُكُمْ [90] يؤدبكم بألطف أدب، وينبهكم بأحسن الانتباه، لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [90] أي تتعظون وتنتهون. قال سهل: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا «3» .
[سورة النحل (16) : آية 97]
مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (97)
قوله تعالى: مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً [97] قال: الحياة هي أن ينزع من العبد تدبيره، ويرد إلى تدبير الحق فيه «4» .