النازعات

16

{إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) }

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَإِنَّمَا هِيَ} يَعْنِي النَّفْخَةَ الْأَخِيرَةَ {زَجْرَةٌ} صَيْحَةٌ {وَاحِدَةٌ} يَسْمَعُونَهَا. {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} يَعْنِي: وَجْهَ الْأَرْضِ، أَيْ صَارُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ بَعْدَمَا كَانُوا فِي جَوْفِهَا (?) وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْفَلَاةَ وَوَجْهَ الْأَرْضِ: سَاهِرَةٌ. قَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ (?) تَرَاهُمْ سَمَّوْهَا سَاهِرَةً لِأَنَّ فِيهَا نَوْمُ الْحَيَوَانِ وَسَهَرِهِمْ. قَالَ سُفْيَانُ: هِيَ أَرْضُ الشَّامِ (?) وَقَالَ قَتَادَةُ: هِيَ جَهَنَّمُ (?) قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} يَقُولُ: قَدْ جَاءَكَ يَا مُحَمَّدُ حَدِيثُ مُوسَى. {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} (?) فَقَالَ يَا مُوسَى {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} عَلَا وَتَكَبَّرَ وَكَفَرَ بِاللَّهِ. {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} قَرَأَ أَهْلُ الْحِجَازِ وَيَعْقُوبُ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ: أَيْ تَتَزَكَّى وَتَتَطَهَّرَ مِنَ الشِّرْكِ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ [بِالتَّخْفِيفِ] [وَأَصْلُهُ تَتَزَكَّى فَأُدْغِمَتِ التَّاءُ الثانية في الزاء فِي الْقِرَاءَةِ الْأُولَى وَحُذِفَتْ فِي الثَّانِيَةِ، وَمَعْنَاهُ تَتَطَهَّرَ مِنَ الشِّرْكِ] (?) أَيْ: تُسْلِمَ وَتُصْلِحَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} أَيْ: أَدْعُوكَ إِلَى عِبَادَةِ رَبِّكَ وَتَوْحِيدِهِ فَتَخْشَى عِقَابَهُ. {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} وَهِيَ الْعَصَا وَالْيَدَ الْبَيْضَاءُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015