وجعلت له سترًا فأصب بفرجك ما أحللت لك، فإن عرض لك ما حرمت عليك، فأرخ عليك سترك يا ابن آدم إنك لا تحمل سخطي، ولا تطيق انتقامي) (فَلا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ) اقتحم: دخل وتجاوز بشدة، جعل الأعمال الصالحة عقبة، وعملها اقتحامًا لها، لما فيه من مجاهدة النفس، أي: فلم يشكر تلك النعم بأعمال تلك الحسنات (ومَا أدرَاكَ مَا العَقَبَة) أي: لم تدْرِ كُنْهَ صعوبتها، وثوابها (فَكُّ رَقَبَةٍ) تفسير للعقبة، أي: تخليصها من الرق، وفي الحديث (من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار) (أَوْ إِطْعَامٌ في يَوْمٍ ذي مَسْغَبَةٍ) أي: ذي مجاعة، الناس محتاجون إلى الطعام (يَتِيمًا) مفعول طعام، أو تقديره: أطعم يتيمًا (ذَا مَقْرَبَةٍ): ذا قرابة منه (أَوْ مِسْكِينًا ذا مَتْرَبَةٍ): افتقار، هو من لا بيت له ولا شيء يقيه من التراب، أو ذو عيال، أو غريب فقير، وقراءة " فَكَّ " و " أَطْعَم " على الفعل فبدل من اقتحم، ولما كان حاصل معنى " فلا اقتحم العقبة " فلا فك رقبة، ولا أطعم يتيمًا أو مسكينًا، وقع لا موقعه فإنها قلما تدخل على الماضي إلا مكررة (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) عطف على اقتحم، أي: ولا كان من المؤمنين، وثم لتباعد رتبة الإيمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015