في الأرض، واختلف فيهم، لكن اتفقت كلمتهم على أن بعض الكفرة عمدوا إلى بعض المؤمنين عشرين ألفًا أو أقل أو أكثر، من أهل فارس، أو اليمن، أو الحبشة أو نجران أو الشام، وقهروهم أن يرجعوا إلى الكفر فأبوا، فحفروا لهم في الأرض أخاديد، وأججوا فيها نيرانًا، وأوعدوهم عليها فلم يقبلوا الكفر فقذفوهم فيها لعنهم الله، ورحمهم الله، (النَّارِ)، بدل اشتمال من الأخدود، (ذَاتِ الْوَقُودِ)، صفة تبين عظمتها، أي: لها كثرة ما يرتفع به لهبها، (إِذْ هُم): الكفار، (عَلَيهَا): على حافة النار، (قُعُودٌ)، يعذبون المؤمنين، (وَهُم عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ): مشاهدون لهذا التعذيب الأليم، أو يشهد بعضهم لبعض عند أميرهم وملكهم بأنه لم يقصر فيما أمر به، (وَمَا نقَمُوا): ما عابوا، وما كرهوا، (مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ)، ما هو حقيق بأن يكون سببًا للثناء، والألفة جعلوه سببًا للعيب والكراهة، (العَزِيزِ الحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)، وصفه بصفات توجب الإيمان به وحده، (إِنَّ الذِينَ فَتَنُوا المؤْمِنِينَ والْمُؤمِنَاتِ)، بالإحراق، (ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا)، لم يندموا عما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015