تفسير قوله تعالى: (بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون)

وتدل هذه الآيات على جواز جدال الكفار بالحجج والبراهين، والله عز وجل ذكر هذا على وجه المناظرة لهؤلاء والإلزام لهم بالحق، قال سبحانه: ((بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ))، أي: جاءهم الله سبحانه وتعالى بهذا الكتاب الحق، قال تعالى: ((وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ))، أي: مكذبون، كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضاً كذابون يكذبون على الله عز وجل، ويكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم، فحين يقولون عنه: إنه ساحر، هم يعرفون أنهم كذابون، وحين يقولون عنه: إنه مجنون، يعرفون أنهم كذابون.

فالله عز وجل ذكر هنا من صفات الكفار أنهم مكذبون للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم أيضاً كاذبون في اختلاقهم وفي رميهم النبي صلى الله عليه وسلم بالكذب، وقبل ذلك في ادعائهم لله ولداً، قال تعالى: ((مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ))، أي: حاشا لله سبحانه وتعالى أن يكون له ولد.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015