جواز تشبيه الأمر المحسوس المشاهد بالأمر الغيبي لأجل التفهيم والتقريب

قال تعالى: ((وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ)) وجاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والطبراني من حديث أبي رزين العقيلي قال: (قلت يا رسول الله! كيف يحيي الله الموتى) فأتاه الجواب من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (قال: أما مررت بوادي أهلك ممحل ثم مررت به يهتز خضرا) أي: ألم تنظر وأنت تمر بالوادي إلى أن الأرض ممحلة ليس فيها نبات، وبعد فترة أنزل الله عز وجل عليها المطر فرأيتها تهتز خضراً أي: أخرج النبات، فقال الرجل: (نعم يا رسول الله!) قال صلى الله عليه وسلم (فكذلك يحيي الله الموتى) فهذه آية من آيات الله سبحانه حيث يحيي الله عز وجل الموتى أمامك، فهذه البذور التي تراها ميتة ترميها على الأرض فينزل عليها المطر من السماء، ويأتي أمر الله فينبت منها نخل عظيم جداً صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد، فعجيب أمر الله سبحانه وتعالى في خلقه، فأنت ترى هذه النواه وهذه النواه وهذه النواه تسقى كلها بماءٍ واحد، ثم يخرج من هذه النواه شجرة صنوان وغير صنوان، أصلها واحد ثم تتفرع جزءين فترى هنا رأس نخلة، وهنا رأس نخلة أخرى، والماء الذي سقى هذه وهذه ماء واحد.

فالله هو الذي خلق من الماء كل شيء حي، ويريكم آياته في خلقه لعلكم تشكرون.

نسأل الله عز وجل أن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم, وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015