تفسير قوله تعالى: (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم)

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

قال الله عز وجل {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [سبأ:47] يقول الله عز وجل لنبيه صلوات الله وسلامه عليه: ((قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) أي: الله سبحانه وتعالى شاهد يشهد على الناس؛ لأنه يعلم ما يظهرون ويعلم ما يسرون، فهو الشهيد سبحانه عليهم، قال تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [الأنعام:19] فأعظم شهادة شهادة الله سبحانه الذي لا يخفى عليه شيء، ((قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ)) أي: قل لهؤلاء الكفار: لا أطلب منكم أجراً على تبليغ رسالة الله سبحانه، وإنما أطلب من الله لا من أحد من خلقه كما قال سبحانه: ((إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ)) وهو الشهيد على ذلك، يشهد عما أقول وأفعل، ويشهد عما تستجيبون أو تكذبون وتفعلون، قال: ((وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015