وقال الثالث -والله ما خلته بلغ خمساً- فقال: هلم الدرهم أصف لك، فقلت: لا أو تقول كما قالا، فقال: والله لأبذنهما وصفاً، ولأفوقنهما رصفاً، قلت: هات لله أبوك، فقال: الحاضر بين الياس والإيلاس، قد غمرهم الإشفاق رهبة الإملاق، وقد حقبت الأنواء، ورفرف البلاء، واستولى القنوط على القلوب، وكثر الاستغفار من الذنوب، ارتاح ربك لعباده فأنشأ سحابا مسجهراً كنهوراً معنونكاً محلولكاً، ثم استقل واحزأل، فصار كالسماء دون السماء، كالأرض المدحوة في لوح الهواء، فأحسب السهول، وأتاق الهجول، وأحيا الرجاء وأمات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015