156

156 - قال المصنف - رحمه الله -[1/ 670]: وَرَوَى «الشَّافِعِيُّ»، وَ «البَيْهَقِيُّ»، أنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ - خَرَجَ يُصَلِّي العِشَاءَ، فَسَبَتهُ الجِنُّ، وَفُقِدَ أَعْوَامَاً، وَتَزَوَّجَتْ زَوْجَتُهُ، ثُمَّ أَتَى المَدِيْنَةَ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ - رَضِيَ اللهُ عَنْه - عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: اخْتَطَفَتْنِي الجِنُّ، فَلَبِثْتُ فِيهِم زَمَانَاً طَوِيْلاً، فَغَزَاهُمْ جِنٌّ مُؤمِنُونَ، وَقَاتَلُوْهُمْ، فَأظْفَرَهُمْ اللهُ عَلَيْهِم، وَسَبَوا مِنْهُمْ سَبَايَا، وَسَبَوْنِي مَعَهُمْ، فَقَالُوا: نَرَاكَ رَجَلاً مُسْلِماً، وَلَا يَحِلُّ لَنَا سِبَاؤكَ، فَخَيَّرُونِي بَيْنَ المُقَامِ عِنْدَهُمْ وَالقُفُوْلِ إِلى أَهْلِي؛ فَاخْتَرْتُ أَهْلِي، فَأتَوا بِي إِلى المَدِيْنةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: مَا كَانَ طَعَامُهُمْ؟ قَالَ: الفُوْلُ، وَكُلُّ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَا كَانَ شَرابُهُمْ؟ قَالَ: الجَدَفُ.

إسناد الحديث ومتنه:

قال البيهقي - رحمه الله -: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو محمد عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي لفظاً، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنَّ رجلاً من قومِهِ مِنَ الأنصار، خرج يصلي مع قومه العشاء، فسَبَتْهُ الجِنُّ، ففُقِدَ، فانطلقتْ امرأتُه إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فقصَّت عليه القِصَّة، فسألَ عنه عُمَرُ قومَهُ، فقالوا: نعم، خرج يصلي العشاء، ففُقِدَ. فأمرَهَا أن تَرَبَّصَ أربعَ سنين، فلمَّا مَضَت الأربع سنين، أتَتْهُ فأخْبَرتْهُ، فسألَ قَومَها، فقالوا: نعم. فأمرَها أنْ تتَزوج، فتزوَّجَت، فجاء زوجُها يخاصِمُ في ذلك إلى عمرَ بنِ الخطاب - رضي الله عنه - فقال عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه -: يَغِيبُ أحدُكم الزمانَ الطويلَ لا يَعلَمُ أهلُه حياتَه!؟ فقال له: إنَّ لي عُذراً يا أمير المؤمنين. قال: وما عُذرك؟ قال: خرجتُ أُصَلِّي العِشاء، فسَبَتنِي الجِنُّ، فلبثتُ فيهم زمَاناً طويلاً، فغزَاهُم جِنٌّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015