شيخه. ولا وجود لأبي جابر البياضي فيه وهذا يحتمل أحد أمرين:

الأول: أن يكون أبو رجاء عند ابن عرفة في بعض نسخه تصحف عن أبي جابر دل على ذلك صنيع ابن الجوزي وموافقة السيوطي له في التعقبات، لكن يُبعد هذا تفاوتهما في الطبقة فأبو رجاء يروي عن يحيى بن أبي كثير وأبو جابر البياضي يروي عن سعيد بن المسيب وأن جزء الحسن بن عرفة قد حقق وقوبل على نسخ أخرى كما ذكر المحقق، وأن ابن ناصر الدين1 والسخاوي2 والسيوطي3 أوردوا الحديث من طريق الحسن بن عرفة وفيه أبو رجاء.

الإحتمال الثاني: أن يكون للحديث عنده سند آخر وفيه أبو جابر البياضي وسقط من بعض نسخ كتاب الموضوعات مع الكلام على أبي رجاء، ومما يدل على ذلك أن أبا جابر البياضي رواه من حديث جابر بن عبد الله الديلمي كما سيأتي. فيكون ابن الجوزي ذكر حديث الحسن بن عرفة ثم أتبعه بطريق الثاني الذي فيه أبو جابر البياضي فسقط هذا الطريق مع الكلام على أبي رجاء وهذا هو الأقرب. والله أعلم.

وفي الطريق الثاني: الذي أخرجه أبو الشيخ، بشر بن عبيد أبو علي الدارسي وبشر بن عبيد ذكره ابن حبان في الثقات4 لكن كذبه الأزدي5 وقال ابن عدي فيه: "منكر الحديث عن الأئمة"6 وقال فيه السخاوي7 والعجلوني8 والشيباني9: "متروك".

وفي الطريق الثالث: الذي أخرجه الديلمي، أبو جابر البياضي- محمد بن عبد الرحمن- قال فيه يحيى: "كذاب"10 وقال النسائي: "متروك"11وقال أحمد: "منكر الحديث"12 وكان الشافعي يقول: "من حدث عن أبي جابر البياضي بيض الله عينيه" 13.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015