تحفه القادم (صفحة 222)

مرج الكحل، إلى متنزهات مُرسية، فمرُّوا في طريقهم بمسجد فجلسوا فيه يسيراً، فلمَّا همُّوا بالانفصال، كتب أبو بحرٍ في صفحة من حيطانه:

قُدِّست يا بيتُ في البيوتِ ... ودمتَ للدِّين ذا ثُبوتِ

فكتب ابن مرج الكحل:

يعمُرُك النَّاسُ في سُجودٍ ... وفي رُكوع وفي قُنوتِ

فكتب أبو علي المذكور:

وإن نَبا بالغَريبِ بيتٌ ... كنتَ له موضِعُ المبيتِ

وله من أبيات في المجبَّنات:

شغفتُ بحبِّ أبكارٍ حبالى ... وودِّي لو بنيتُ بها عروسا

إذا لاحتْ بدوراً في المقالي ... تراءتْ للعيون بها شموسا

ولي فيها من أبيات:

بنفسي مثلجاتٌ في الصدورِ ... لها سِمَتانِ من نارٍ ونورِ

حواملُ وهي أبكارٌ عذارى ... تُزفُّ على الأكفِّ مع البكورِ

بياضُ الطَّلحِ ما تنشقُّ عنه ... وفوقَ أَديمها صُهْبُ الخمورِ

كبردِ الطلِّ حين تذاق طعماً ... وفي أَحشائها وَهَجُ الحرورِ

لها حالانِ بين فمٍ وكفٍّ ... إذا وافتْكَ رائقةَ السفورِ

فتغربُ كالأهلَّةِ في لَهاةٍ ... وتطلُعُ في يمينٍ كالبدورِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015