تحفه القادم (صفحة 194)

ابن جهور

أبو بكر محمد بن محمد بن جهور الأزدي من أهل مُرسية، وأحد نبهائها وأدبائها، من شعره وقد رأى امرأة سافرةً فغطت وجهها بكفّها المخضوب:

فاجأتُها كالظبي في سِربهِ ... فاحتجَبَتْ بالكفِّ والمعصمِ

وقد بدا الوشيُ بأطرافها ... فأقصرتْ عن لومها لُوَّمي

قالوا وقد دلَّهَهُم حبّها ... من طوَّق البُلاّر بالعَندمِ

قلتُ جرت من مقلتي دمعةٌ ... فاختضبت أنملُها بالدمِ

ومن قوله وقد مرَّ وهو بجزيرة شُقر بأرضٍ حمراء لابن مرج الكُحل غير صالحة للعمارة فقال يداعبه:

يا مَرجَ كُحْلٍ ومن هذي المروجُ له ... ما كان أحوج هذي الأرض للكُحُلِ

ما حمرةُ الأرض عن طيبٍ وعن كرمٍ ... فلا تكنْ طمِعاً في رزقها العجلِ

لكنّ شيمتَها أخلاقُ صاحبها ... فما تفارقها كيفية الخجل

فجاوبه:

يا قائلاً إذ رأى مَرجي وحمرتَهُ ... ما كان أحوج هذي الأرضَ للكحل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015