تحفه القادم (صفحة 179)

يرى أنَّ حبَّ الحُسن في الله قربةٌ ... لمن شاء بالأعمال أن يتقرَّبا

وقالوا مشيبٌ قلتُ واعجبا لكم ... أيُنكَر بدرٌ قد تجلَّلَ غيهبا

وليس بشيبٍ ما ترون وإنَّما ... كُمَيتُ الصِّبا مما جرى عاد أشهبا

وله:

نهنه دموعكَ إنَّ البينَ قد أزِفا ... واندبْ دياراً عليها الشَّوقُ قد عكفا

بانوا وغودِرَ نِضْوٌ لا تحسُّ به ... عينٌ ولو أنَّ في إنسانها قُذفا

فارقْ حبيباً وإن ساءَتْكَ فُرْقَتهُ ... فما سما الدرُّ حتَّى فارقَ الصدفا

وله:

هذي الجفونُ لأيِّ شيءٍ تذرفُ ... ولعلَّها دارَ الأحبَّةِ تعرفُ

من أين تعرفها وقد عَمِيتْ أسًى ... أقميصَهُ ألقى عليها يوسف

وله:

يا سارياً من خيامِ نجدٍ ... حُطَّ فضوءُ الصَّباحِ لاحا

لقد تحملتَ عَرْفَ طيبٍ ... ملأتَ من نَشْرِه البطاحا

لكنَّ من أجلِ ساكنيه ... رقَّ نسيمُ الصّبا وفاحا

إيهٍ ودون القبابِ قلبي ... يشكو إلى أهلها انتزاحا

غادره ركبهُمْ مقيماً ... فلم يُطِقْ بالهوَى براحا

ضاع فلا للمها ولا لي ... يا ليته مات فاستراحا

أوليتَها الوُرْقُ إذ بكتْهُ ... تعيره للسرى جناحا

لما شكا ما به إليهم ... أثخنه حُبُّهمْ جراحا

ولم يبحْ بالهوَى ولكنْ ... لسانُ ما يشتكيه باحا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015