امتناع عمر رضي الله عنه من اتخاذ الكاتب من غير المسلمين وتعليل ذلك

وولائج يفاوضونهم في الآراء ويسندون إليهم أمورهم. وروى ابن أبي حاتم عن أبي الدهقانة قال: قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنّ ها هنا غلام من أهل الحيرة حافظا كاتبا فلو اتخذته كاتبا، فقال: قد اتخذت إذاً بطانة من دون المؤمنين. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ففي هذا الأثر مع هذه الآية دليل على أن أهل الذمة لا يجوز استعمالهم في الكتابة التي فيها استطالة على المسلمين واطلاع على دواخل أمورهم التي يخشى أن يفشوها إلى الأعداء من أهل الحرب.

الآية السادسة عشرة: قوله تعالى: {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون} قال الجوهري وغيره من أهل اللغة: وليجة الرجل خاصته وبطانته. وقال البغوي: وليجة بطانة وأولياء يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم، قال: وقال أبو عبيدة كل شيء أدخلته في شيء ليس منه فهو وليجة، والرجل يكون في القوم وليس منهم وليجة، فوليجة الرجل من يختص بدخيلة أمره دون الناس، يقال هو وليجتي وهم وليجتي للواحد والجمع. وقال الراغب الأصفهاني: الوليجة كل ما يتخذه الإنسان معتمدا عليه وليس من أهله، من قولهم فلان وليجة في القوم إذا لحق بهم وليس منهم إنسانا كان أو غيره. قال: {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} وذلك مثل قوله: {لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015