النار ها هنا: السمة. والأوار: حر العطش، كأنهم لعزهم، إذا رأى الناس نارهم على إبلهم تركوها تشرب.

ومثله قول آخر: سقيت بالنار في الوقدة والنار تلظى

يعني بالوقدة: شدة الحر. والنار تلظى: يعني الحرب

وقال الحطيئة للزبرقان بن بدر، يهجوه:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

يريد: أنت الآكل اللابس. يقال: كسى فهو كاس، وأنشد يعقوب لعمران بن حطان:

وأن يعرين إن كسي الجواري ... فتنبو العين عن كرم عجاف.

فاستعدى عليه الزبرقان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وأنشده ما قال. فأرسل عمر إلى حسان بن ثابت فسأله عن ذلك، فقال: لم يهجه ولكن ذرق عليه فحبسه عمر. وقال: يا خبيث لأشغلنك عن أعراض الناس فقال وهو محبوس:

ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام الله يا عمر

فرق له عمر، رضي الله عنه، وأخرجه.

وهجا النجاشي بني العجلان، فاستعدوا عليه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال: ما قال فيكم؟ فأنشدوه:

إذا؟ الله عادى أهل لؤم ورقة ... فعادى بني العجلان رهط ابن قبل

فقال عمر إن كان مظلوما استجيب له، وإن كان ظالما لم يستجب له. قالوا: وقد قال أيضا:

قبيلة لا يغدرون بذمة ... ولا يظلمون الناس حبة خردل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015