(فصل)

واما قوله: وقد سبقت المدينة سائر المدن الاسلامية الى الغناء وشاع اللهو والقصف بين اهلها.

فجوابه ان يقال انما شاع اللهو والقصف في فساق اهل المدينة لا في خيارهم كما هو معلوم عند اهل العلم بالاخبار. وقد تقدم عن الامام مالك انه سئل عما يترخص فيه اهل المدينة من الغناء فقال انما يفعله عندنا الفساق. قال الحافظ ابن رجب وكذا قال ابراهيم بن المنذر الحزامي وهو من علماء اهل المدينة المعتبرين.

(فصل)

واما قوله: وهذه شذرة تصور لك الحياة الغنائية بالمدينة في ذلك العهد وتريك ان حياة المرح واللهو والطرب كانت تساير فيها حياة الفقه والحديث والورع والتقوى جنبا لجنب.

فجوابه ان يقال ان مسايرة حياة المرح واللهو والطرب لحياة الفقه والحديث والورع والتقوى ليست بحجة على جواز المرح والغناء واللهو والطرب. ولم يزل الفساق من اول الامر يسايرون المتقين حنبا لجنب ولم يكن ذلك دليلا على جواز افعالهم السيئة وقد قال الله تعالى (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) وقال تعالى (ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا) وقال تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين) وقد فسر ابن مسعود وابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015