ما وصف به نفسه، ولا أحرف الكلم عن مواضعه، ولا ألحد في أسمائه وآياته، ولا أكيف، ولا أمثل صفاته -تعالى- بصفات خلقه؛ لأنه -تعالى- لا سمي له، ولا كفؤ له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه؛ فإنه -سبحانه- أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا، وأحسن حديثا، فنَزّه نفسه عما وصفه به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل، وعما نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل، فقال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصّافات الآيات: 180-182] .

وأعتقد أن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ، وإِليه يعود، وأنه تكلم به حقيقة، وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، نبينا محمد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ.

وأومن بأن الله فعال لما يريد، ولا يكون شيء إِلا بإِرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره، ولا يصدر إِلا عن تدبيره، ولا محيد لأحد عن القدر المحدود، ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور.

وأعتقد الإِيمان بكل ما أخبر به النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ مما يكون بعد الموت؛ فأومن بفتنة القبر، ونعيمه، وعذابه، وبإِعادة الأرواح إِلى الأجساد، فيقوم الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا، تدنو منهم الشمس، وتنصب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015