يجب عليه بدلها سبع آيات. ومنها اعتبارها فى الخطبة فإنه يجب قراءة آية كاملة، ولا يكفى شطرها- إن لم تكن طويلة وكذا الطويلة على ما حققه الجمهور- ثم قال: ومنها اعتبارها فى السورة التى تقرأ فى الصلاة أو ما يقوم مقامها، وفى الصحيح أنه صلّى الله عليه وسلم كان يقرأ فى الصبح بالستين إلى المائة، ومنها اعتبارها فى قراءة قيام الليل ... إلى آخر ما قال.

هذا ما يتعلق بتعريف الآيات وتحديدها وعددها، فماذا عن ترتيبها على النمط الذى نراه اليوم فى المصاحف؟

لقد انعقد إجماع الأمة على أن ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الذى نراه اليوم فى المصاحف كان بتوقيف من النبى صلّى الله عليه وسلم عن الله تعالى، ولا مجال للرأى والاجتهاد فيه، فكان جبريل عليه السّلام ينزل بالآيات على رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويدله على موضع كل آية من سورتها، ويقرؤها الرسول صلّى الله عليه وسلم على أصحابه كما علمه جبريل، كما يأمر كتّاب الوحى بكتابة الآيات المنزلة فى سورها مبينا لهم موقع الآيات من هذه السور الكريمة، وكان يقرأ الآيات بترتيبها فى سورها على المسلمين فى صلواتهم، وفى خطبه ومواعظه.

كما كان جبريل عليه السّلام ينزل كل ليلة من ليالى رمضان ليدارس رسول الله القرآن الكريم، فكان يعرض عليه القرآن كل عام مرة، وفى العام الأخير عرضه عليه مرتين، وجاء فى صفة النبى صلّى الله عليه وسلم: «كان أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلّى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة»، وكان هذا على الترتيب الذى بين أيدينا الآن.

وكذلك كان كل من حفظ القرآن أو شيئا منه من الصحابة حفظه مرتب الآيات على هذا النمط، وشاع ذلك وذاع وملأ الأسماع، ويتدارسونه فيما بينهم فى حلقات علمهم على ذلك، ويأخذ بعضهم عن بعض بالترتيب القائم.

فليس لواحد من الصحابة والخلفاء الراشدين يد ولا تصرف فى ترتيب شىء من آيات القرآن الكريم، بل الجمع الذى كان على عهد أبى بكر رضي الله عنه لم يتجاوز النقل من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015