الدولة الثانية المنتقلة من الأولياء الى القضاة قضاة بني إسرائيل

العبرانيّون لمفارزتهم باقي الأمم حرموا تعلّم الحكمة مقتصرين على علوم الشرائع وسير الأنبياء. فكان أحبارهم اعلم الناس بأخبار الأنبياء وبدو الخليقة ومنهم أخذ ذلك غيرهم. وكانت مساكنهم بلاد الشام وبها كان ملكهم الاول والآخر الى ان اجلاهم عنها بعد مجيء السيد المسيح حقا أنكروه طيطوس ابن الملك اسفسيانوس الروميّ وفرّق ملكهم وبدّد جمعهم. فتقطعوا في البلاد ايدي سبا وتفرقوا في أقطارها شذر مذر. فليس في معمور الأرض الا وفيها منهم في مشارق الأرض ومغاربها وجنوبها وشمالها الا ما كان من جزيرة العرب وهي الحجاز ونجد وتهامة واليمن. فان عمر بن الخطاب اجلاهم عنها.

فلما تفرقوا في البلاد وداخلوا الأمم تحركت هم قليل منهم لطلب العلوم النظرية واكتساب الفضائل العقلية فنال افراد منهم ما شاءوا من فنون الحكمة.

(أيشوع [1] بن نون)

خليفة موسى ووصيّه دبّر بني إسرائيل سبعا وعشرين سنة وأدخل أولاد الأمّة الخارجة من مصر الى ارض الميعاد دون الآباء كما قال الله لموسى:

قل لبني إسرائيل: يا شعب السوء حيّ انا الى الأبد ستضلّون ضالّين مذبذبين أربعين سنة حتى تقع أجسادكم وتبلى في هذا البر وأولادكم هم يدخلون ارض الميعاد. واما أنتم فلا تطأونها سوى كلاب بن يوفنيا وأيشوع بن نون. وقهر أيشوع سبع أمم من الكنعانيين وقتل ملوكهم وأخرب احدى وثلثين مدينة وقسم الأرض التي أخذها بين الأسباط وأمرهم ان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015