منطقة الخريبة. وجمعوا فيها بين تقاليد الفن المصري في جسم التمثال وبين الملامح وأغطية الرأس اللحيانية في الرأس والوجه.

وتوثقت هذه العلاقة بين لحيان وبين مصر في عصر البطالمة، ويبدو أنه قامت مفاوضة بينهما في عهد بطلميوس الثاني في أوائل القرن الثالث ق. م.

لخروج المتاجر الواصلة إلى لحيان برًا وبحرًا بطريق مباشر من ساحلها إلى إحدى المواني المصرية المقابلة لها على الساحل الغربيب للبحر الأحمر، وبهذا يقل وصول هذه المتاجر إلى خصوم الطرفين الأنباط والسليكويين في جنوب بلاد الشام.

وقد شاركت لحيان في تجارة البحر فعلًا ربما عن طريق ميناء الوجه الموجودة في منطقتها، وكان من أثر نشاطها البحري أن ذكر الرحالة بليني جزءًا من خليج العقبة باسم الخليج اللحياني.

وشاعت بين اللحيانيين أسماء عربية خالصة مثل: حمد وعاصم وعنزة وأوس وعمر وحجر ومسلمة. وأسماء نسبوها إلى معبوداتهم القديمة مثل: زيد غوث وبركة غوث وعبد ود وعبد مناة

وظهر من أسماء ملوكهم أسماء: هناس بن شهر. وشامت جشم بن لوذان، ومنعى لوذان ..

ويبدو أن ازدهار لحيان في القرن الثالث ق. م, أطمع فيها حليفتها دولة معين الجنوبية التي كانت قد بلغت بدورها مرحلة مزدهرة في تاريخها، فمدت نفوذها إليها خلال القرن نفسه، وأصبح للجالية المعينية فيها مكان الصدارة الاقتصادية. وبعد أن كان يرأس الدولة ملوك من أهلها. تولاها ولاة يتلقبون بلقب كبر وقد يشترك اثنان منهم في الحكم فى آن واحد ربما ليكون أحدهما رئيسًا للحيانيين، ويمثل الآخر مصالح المعينيين وملك معين الجنوبي، وأصبحت المنطقة أو واحتها تعرف أحيانًا باسم معن مصرن، وهو اسم أشرنا في الفصل السادس إلى أنه قد يقلد اسم الدولة الحليفة وهي معين من ناحية. ويخصصها بلفظ مصرن من ناحية أخرى ربما بمعنى المصرية على أساس قربها من مصر أو تعاملها الواسع معها. أو بمعنى الحدودية.

وغالبًا ما يرجع إلى هذا العهد نص زيد إيل بن زيد ذلك التاجر المعينى الذي ذكرنا في الفصل نفسه أنه أقام في مصر حتى دفن فيها، وكان يتولى توريد البخور وملحقاته إلي معبد السبرابيوم في منف، ويصدر في مقابلة أصنافًا من المنسوجات المصرية إلى بلده، وكما أكرمه المعبد المصري بلقب الكاهن المطهر يبدو أنه منحه قرضًا ليسدد به ديونه، على أن يعتبره مقدمًا لتجارة يستوردها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015