تاريخ الزواوه (صفحة 92)

والعمران وبدء الخليقة أو طبيعة الحيوان والبلدان إما يخبط خبط عشواء أو لا يدري ما يقول فيضحي أحصر من بأقل، أمام سحبان وائل، هذا ما يقال للذي يزدري علم التاريخ إن كانت له غيرة وحمية وإن الذي لا يبالي بما قيل فيه، فهو إما جهول أو سفيه، وسيان عنده، الحياتان الطيبة والخبيثة، وفي مثل هذا يقال ليس بحي فيرجى، ولا بميت فيرثى، إذ التاريخ كرامة ولا يأبى الكرامة إلا لئيم، ولا يغفل عن أصله إلا زنيم، ولقد أحيا التاريخ عدة أمم من أوروبا في هذه الحرب وقبلها فأحيا بولونيا وبولاندة وأوكرانيا وغيليسيا والسرب قبل واليونان والبلغار وكانت هذه كلها تحت الدولة التركية أكثر من مئة سنة وأحيا أرمينية وأحيا الحجاز المقدس وسورية والعراق ومصر المباركة وأزيدك

أن بسبب مجد أمة صغيرة وتاريخها قامت هذه الحرب على ساق وهي أمة السرب قام شاب من شبانها انفعل لها فصوب مسدسا له نحو أمير من أمراء النمسا وزوجته فقتلهما انتقاما لجنسه واسم هذا الشاب الذي جر هذه الحرب العظمى التي لم يشهد التاريخ مثلها "جافر يو اير بنسيب" وأنه لجدير أن يضرب به المثل في الشئوم فيقال: "أشأم من جافر يو" كما قيل أشأم من البسوس في المثل العربي. ترى قائدا من قواد الحرب أو شاعرا أو شريف قوم في إلقاء خطبة وجيزة يذكر مجد القوم وتاريخهم أو واقعة من وقائعهم الشهيرة فيحرك فيهم ما سكن فتأخذهم النخوة والمعرة فيستميتون بحماس فيندفعون إلى ساحة الوغى بلا أدنى مبالاة بالممات، أو يجعل قيمة الحياة، ذكر المؤرخين أن نحوا من ثمانين عظيما من عظماء بني أمية بمد سقوط دولتهم كانوا في مجلس أبي العباس السفاح أول خليفة من بني العباس فكان قد ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015