تاريخ الزواوه (صفحة 156)

- أرى أن يجعل الأولاد المتعلمون طبقات على حسب الأسنان ثم على حسب الاستعداد والإدراك أي قسما قسما ويكون تعلم الصغار من سبعة أعوام إلى اثني عشرة سنة مقتصرا على قراءة القرآن بإملاء وكتابة على قاعدتنا في الألواح من خشب أو قصدير أو (أوردواز) العناية بالحفظ وصناعته لأنه معراج وسلم إلى الأدب واللغة العربية فيتمادون إلى حد البلوغ مع قواعد عربية وسائل صرفية إلى دراسة الفقه والتوحيد والتفسير والتاريخ العام وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والجغرافيا والإنشاء والحساب والفرائض والمعاني والبيان والمنطق إلى أن يبلغوا ثمانية عشر عاما من أعمارهم فيريدون سنة أو سنتين في الأصول والعلوم العالية ودراسة السياسة العامة الدولية فيمتحنون أثناء تلك المدة ويتخرج منهم أفراد يتولون الوظائف التعليمية وغيرها (......) * مثل الزكاة تؤخذ من أغنيائهم فترجع على فقرائهم وهذا معنى التضامن الاجتماعي في العلوم السياسية.

وأما الذين لم يحققوا ملكة في العلوم المذكورة فإنهم لا يحرمون أدب النفس وجزء من أدب الدرس مثل القراءة والكتابة فليستعين بذلك على صناعته وأرى أن يجعلوا قسما في التعليم للتجارة وأنها فن يدرس وأنه لمن أحسن الفنون لما فيه من تعليم حسن الخلق ومكارم الأخلاق وحسن المعاملة والرفق واللين المحمودين والاقتصاد والجغرافيا والحساب وغير ذلك مما هو من لوازم التجارة كمعرفة القوانين الوضعية وكلها مفيدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015