اتمام مفاعيل مقاصدنا هَذِه الْخَالِصَة على ان مصائب هَذِه الْحَرْب قد تجاوزت حُدُودهَا الطبيعة فكم من الاهالي غير المدافعين الَّذين بِمُقْتَضى القانون الْحَرْبِيّ لَيْسُوا بمسؤولين عَن شَيْء وَكم من النِّسَاء وَالصبيان امسوا عرضة للمظالم الغادرة والدموية الَّتِي لَا تتحمل سماعهَا المرحمة البشرية فاؤمل وَالْحَالة مَا ذكر ان الزَّمَان الْمُسْتَقْبل لَا يمانع رُؤْيَة الحقانية

اما قوانين اللوائح الْمُتَعَلّقَة بترتيبات الدَّوَائِر البلدية ووظائفها فِي دَار السَّعَادَة والولايات تِلْكَ الَّتِي تحولت فِي الْعَام الْمَاضِي إِلَى مجلسكم فقد تقرر امرها وصادق مجْلِس الاعيان والمبعوثان على نظاماتها الداخلية وَوضعت فِي موقع الاجراء وَقد يُوجد فِيمَا بَين لوائح القوانين الَّتِي هيأت شُورَى الدولة لوائح مهمة مُتَعَلقَة بقوانين اصول حُقُوق المحاكمة والانتخابات العمومية ووظائف وكلاء الدولة ومجلسهم وقانون الدِّيوَان العالي وديوان المحاسبات فقصارى مَا ادعوكم لامالة نظر اهتمامكم اليه انما هُوَ المذاكرة على هَذِه اللوائح بافرادها وَحل بعض الْمسَائِل الْمُخْتَلفَة الْمُتَعَلّقَة بقوانين الولايات والمطبوعات والاموال الاميرية والادارة الْعُرْفِيَّة اللواتي جرى علهيا البحص فِي الِاجْتِمَاع السَّابِق والمذاكرة كَذَلِك على قانون ميزانية واردات ومصاريف السّنة الْآتِيَة

اما عدم تناسي دولتنا الاصلاحات الداخلية فِي مصل هَذَا الزَّمَان المشغولة فِيهِ بِحَرب عَظِيمَة اقيمه كدليل فعلي على نوايانا بالترقي

يَا ايها المبعوثان

ان ايجاد الْحَقَائِق فِي الْمسَائِل القانونية والسياسية وتامين مَنَافِع الْبِلَاد يتوقفان على تعَاطِي ارباب المشورة افكارهم بِالْحُرِّيَّةِ التَّامَّة وَبِمَا ان القانون الاساسي يامركم بذلك فَلَا ارى احتياجالامر اَوْ لترغيب آخر

اما مناسباتنا مَعَ الدول المتحابة فَهِيَ جَارِيَة على صُورَة اخلاص هَذَا ونسأل الْحق جلّ وَعلا ان يَجْعَل مساعينا مقرونة بتوفيقاته اه

وَفِي 17 ذِي الْحجَّة 23 دسمبر 1877 من السّنة الْمَذْكُورَة قدم نواب الامة عريضة شكر على الْخطاب السلطاني الْمَذْكُور ولبلاغته واهمية مَا جَاءَ بِهِ من الافكار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015