مَعهَا فِي الْحَرْب ومقاسمتها النَّصْر وَالْفَخْر من جِهَة وعساكر الثائرين وضباطهم الروسيين من جِهَة اخرى فَنَقُول

ان الْحَرْب مَعَ الْجَبَل الاسود لم يَتَّسِع نطاقها لوعورة جبالها وَلعدم امكان حُصُول وقائع مهمة بهَا بَين جيوش منتظمة بل كَانَ كل مَا حصل بهَا عبارَة عَن مناوشات يكون فِيهَا كل من الفريقيين طورا غَالِبا وَتارَة مَغْلُوبًا فانه كَانَ يتَعَذَّر على الجيوش العثمانية اقتفاء اثر الثائرين فِي المفاوز الوعرة ويستحيل على الجبليين اجتياز صُفُوف الجيوش المحدقة ببلادهم من كل فج وَلذَلِك فَلم تعد مساعدة الجبليين بفائدة تذكر على الصرب اما من جِهَة الصرب فقد اجْمَعْ المؤرخون العسكريون ان الجنرال تشرنايف ارْتكب خطأ عَظِيما واثما كَبِيرا فِي عدم جمع جيوشه فِي النقطة الوحيدة الَّتِي تصل بِلَاد البوسنه والهرسك بباقي بِلَاد الدولة الْعلية فيتحد مَعَ ثائري هَاتين الولايتين ويمكنه بِكُل سهولة الانضمام إِلَى عَسَاكِر الْجَبَل الاسود الا انه لم يتبع هَذِه الخطة الَّتِي اشار بهَا عَلَيْهِ بعض القواد بل جزأ قوته إِلَى ارْبَعْ فرق اغار هُوَ باحداها على الطَّرِيق المؤدية إِلَى صوفية عَاصِمَة بِلَاد البلغار الْآن وَكَانَ ينْسب اليه انه يُرِيد ان يعين واليا مُخْتَارًا عَلَيْهَا لَكِن مَا شهده البلغاريون من بسالة رجال الدولة مَنعهم عَن مساعدته فخاب مسعاه وبسبب تَفْرِيق جيوشه لم يَأْتِ يَوْم عَاشر يوليه الا وَقد انْهَزَمت الْفرق الاربع بهمة وشجاعة عُثْمَان باشا الْغَازِي وَعبد الْكَرِيم باشا السردار الاكرم

وَبعد ان ردَّتْ جيوش الثائرين على عَقبهَا فكر عبد الْكَرِيم باشا فِي تَوْجِيه قواه لافتتاح مَدِينَة بلغراد عَاصِمَة الصرب وَلذَلِك صمم اولا على احتلال مدينتي الكسيناس ودليجراد الواقعتين على طَرِيق العاصمة وَفصل الْفرْقَة الْقَائِد لَهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015