17

- السُّلْطَان الْغَازِي مُرَاد خَان الرَّابِع

هُوَ ابْن السُّلْطَان احْمَد الاول ابْن السُّلْطَان مُحَمَّد الثَّالِث ولد فِي 28 جُمَادَى الاولى سنة 1018 29 اغسطس سنة 1609 م وولاه الانكشارية بعد عزل عَمه السُّلْطَان مصطفى الاول ابْن السُّلْطَان مُحَمَّد الثَّالِث مَعَ حَدَاثَة سنة كي لَا يكون مُعَارضا لَهُم فِي اعمالهم الاستبدادية وَلَا مضعفا لنفوذهم الَّذِي اكتسبوه بقتل سُلْطَان وعزل غَيره واستمروا مُدَّة الْعشْر سِنِين الاولى من حكمه على غيهم وطغيانهم

محاربة الْعَجم واستيلائهم على بَغْدَاد

وانتهز الشاه عَبَّاس ملك الْعَجم هَذَا الاختلال فرْصَة لتوسيع املاكه من جِهَة حُدُود الدولة الْعلية فَكَانَ الامر حِينَئِذٍ بعكس مَا كَانَ عَلَيْهِ ايام المرحوم الْغَازِي السُّلْطَان سُلَيْمَان القانوني وَذَلِكَ ان رَئِيس الشرطة فِي مَدِينَة بَغْدَاد واسْمه بكير آغا ثار على الْوَالِي وَقَتله واستبد فِي الاحكام فارسلت لَهُ الدولة قائدا يدعى حَافظ باشا حاربه وحصره فِي دَار السَّلَام فسولت لبكير آغا نَفسه الخبيثة ان يخون الدولة وراسل الشاه عباسا وَعرض عَلَيْهِ تَسْلِيم الْمَدِينَة فَسَار الشاه بجُنُوده لاحتلالها وَفِي الْوَقْت نَفسه عرض بكير آغا على الْقَائِد العثماني ان يرد الْمَدِينَة للعثمانيين لَو اقرته الدولة على ولايتها فَقبل ذَلِك واحتلتها الْجنُود المظفرة قبل وُصُول شاه الْعَجم وَهُوَ لما وَصلهَا حاصرها ثَلَاثَة اشهر ثمَّ فتحهَا بخيانة ابْن بكير آغا الَّذِي سلمهَا لَهُ بِشَرْط تَعْيِينه حَاكما عَلَيْهَا من قبلهم لَكِن خَابَ سَعْيه فقد قَتله الشاه جَزَاء خيانته كَمَا قتل اباه وَفِي ذَلِك عِبْرَة لكل جَاهِل خائن يظنّ ان الاجنبي يعْتَقد فِيهِ الاخلاص ويكافئه لَو ساعده على ابتلاع وَطنه فَهَل يَرْجُو من بَاعَ وَطنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015