والضمير عائد على القرآن كما قال تعالى: {قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد، سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}. الآية.

وأما قول طائفة من المتفلسفة ومن تبعهم من المتكلمة والمتصوفة أن الضمير عائد إلى الله وأن المراد ذكر طريق من عرفه بالاستدلال بالعلم فتفسير الآية بذلك خطأ من وجوه كثيرة وهو مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها. (?)

ولزيادة الوضوح فقد قال قبل الكلام السابق: وأما كيف يحصل اليقين فبثلاثة أشياء:

أحدها: تدبر القرآن.

والثاني: تدبر الآيات التي يحدثها الله في الأنفس والآفاق التي تبين أنه حق.

والثالث: العمل بموجب العلم، ثم ذكر الكلام السابق.

وقال بعد ذلك: فبيّن سبحانه أنه يُرى الآيات المشهودة ليبين صدق الآيات المسموعة.

ثم قال: وأما الآيات المشهودة؛ فإن ما يُشهد وما يُعلم بالتواتر من عقوبات مُكذبي الرسل ومن عصاهم ومن نصر الرسل وأتباعهم على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015