بلاغات النساء (صفحة 170)

من قومه معهم المزاد " ج مزادة وهي ركية الماء فيها الماء فغسله وكفنه ودفنه وبلغ خبره ليلى فقالت:

لبيك العذارى من خفاجة كلها ... شتاء وصيفاً دائبات ومربعاً

على ناشئ نال المكارم كلها ... فما انفك حتى احرز المجد أجمعا

وقالت تلوم أخاه قابضاً:

دعا قابضاً والمرهفات ينشنه ... فقبحت مدعو ولبيك داعياً

فليت عبيد الله كان مكانه ... صريعاً ولم أسمع لتوبة ناعياً

وقالت القابض:

فإنك لو كررت خلاك ذم ... وفارقك ابن عمك غير قالي

ألم تعلم جزاك الله شراً ... بأن الموت منهاة الرجال

وقالت ترثيه في شعر طويل:

فإن تكن القتلى بواء فإنكم ... فتى ما قتلتم بني عوف بن عامر

وإن لا يكن فيها بواء فانكم ... ستلقون يوماً ورده غير صادر

فتالله تبني بيتها أم عاصم ... على مثله أخرى الليالي الغوابر

فتى كان للمولى سناء ورفعة ... وللطارق الساري قرى غير غامر

فتى لا تخطاه الرفاق ولا يرى ... لقدر عيا لا دون جار مجاور

فنعم الفتى ان كان توبه فاجراً ... وفوق الفتى ان كان ليس بفاجر

فتى هو أحيا من فتاة حيية ... وأشجع من ليث بخفان خادر

وقالت:

أقسمت أبكي بعد توبة هالكاً ... وأحفل من دارت عليه الدوائر

لعمرك ما بالقتل عار على الفتى ... إذا لم تصبه في الحياة المعاور

وما الحي مما أحدث الدهر معتباً ... ولا الميت ان لم يصبر الحي ناشر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015