حتى حدث من أمر البرامكة في أيام الرشيد ما حدث، فأسقطه منه أبو عصمه وغيره من الشيعة تقربا الى الرشيد بذلك، فهو يوجد في خواص الكتب.

قال ابن الأزرق: فحدثني أبو يحيى الخليل الشيعي قال: قدم عبد الملك بن يزيد وخالد بن برمك على الإمام «1» فقال لعبد الملك: نعم العون أنت لنا فأنت أبو عون، وأنت يا خالد فانك (338- و) ستصير وزيرا لولد العباس، فأنت أبو العباس، فهو الذي كناهما.

قال: فكان خالد بن برمك يختلف فيما بين جرجان وطبرستان والري وتيك النواحي، فيدعو لبني هاشم ويظهر أن اختلافه في التجارة فيجلب معه الدواب والرقيق إلى تلك الكور، على خوف شديد ومخاطرة عظيمة لم يكن يظن بأحد هذا الرأي فضلا عن الدعاء إليه إلّا أتى عليه وعلى أهل بيته.

قال: وقد أخذ خالد في ذلك غير مرة فتأنّي واحتال حتى تخلص.

وقال ابن الأزرق- بعد ذكر البيعة لأبي العباس السفاح: وأدني خالد بن برمك إلى الإمام أبي العباس وهو في محمل من الجراحة التي كانت به، فظن أبو العباس أنه من العرب، لما رأى من فصاحته وهيئته، فقال: ممن الرجل؟ فقال:

مولاك يا أمير المؤمنين، قال: ممن أنت رحمك الله؟ قال أنا من العجم، قال: فمن أنت منهم؟ قال: أنا خالد بن برمك، ووصف له حالهم التي كانت بخراسان قبل الإسلام، وأن الله هداهم بهم أهل البيت، وأنه في محبتهم والتشيع لهم كما قال الكميت:

ومالي إلّا آل أحمد شيعة ... ومالي إلّا مشيع الحق مشعب «2»

قال: فأعجب به أبو العباس قال: وأقر أبو العباس خالد بن برمك على مكان يتولى في العسكر من الغنائم، ثم جعل ديوان الخراج وديوان الجند إليه.

قال: ولما صار الديوانان إلى خالد بن برمك حسن فيهما مذهبه وكثر حامد، وعلى يديه جرت قطيعة العكي وقطيعة أبي حميد وقطائع كثيرة غير ذلك (338- ظ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015