- اني لغيرك؟. بيد أنك سوف تبقى، لن تسير

قدماك سمرتا فما تتحركان، ومقلتاك

لا تبصران سوى طريقي أيها العبد الأسير.

- أنا سوف أمضي فاتركيني؟.

- أنا سوف أمضي، فارتخت عني يداها، والظلام

يطغى

ولكني وقفت، وملء عيني الدموع.

وإذا استراح إلى " النافذة المضاءة "؟ وهي منفذ من الرجاء للمواقف المترقب - أحس أن الظلام قد أخذ يطغى على نفسه حتى حجب عن عينيه تلك النافذة؛ وإذا خفق قلبه " للشراع "؟ وهو يرمز إلى قصة المنتظرة من أولها إلى آخرها - وجد هذا الشراع " يذوب " - أي يتوارى وينطفئ رويدا:

شراع خلال التحايا يذوب

؟..

وشراع يتوارى

؟؟؟

ضوأ الشطآن مصباح كئيب في سفينة

واختفى في ظلمة الليل قليلا قليلا.

ولذلك كانت الصور الكبرى المسيطرة على قصائد الديوان هي صورة الإنسان السائر الواقف، والشراع القادم المتواري، والنافذة المضاءة المظلمة؛ وكان كل شيء يذوب: الشراع يذوب، والنعم يذوب، والشتاء يذوب، والغيمة تنحل، والأرجل التي تهم بالمشي تذوب، والأفق يذوب، والمصابيح تذوب، وهذا الذوبان يدل على الاستحالة وعلى التلاشي معا، ويعود فيجمع طرفي الازدواجية الرومنطقية في نطاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015