بحر الدموع (صفحة 46)

قال: لأني أريد الانصراف.

قلت: إلى أين.

قال: إلى الآخرة.

قلت: لا تفعل دعني أنتفع بك.

فقال لي: إنما كانت تطيب الحياة حيث كانت المعاملة بيني وبين الله تعالى، فأما إذا اطلعت عليها أنت، سيطّلع عليها غيرك، فلا حاجة لي في ذلك، ثم خرّ على وجهه، وجعل يقول: إلهي اقبضني الساعة الساعة، فدنوت منه، فإذا هو قد مات. فو الله ما ذكرته قط إلا طال حزني، وصغرت الدنيا في عيني، وحقرت عملي.

رحمه الله ورحمنا به.

**

طور بواسطة نورين ميديا © 2015