في إقامة الوزن، ولذلك لزمت هذه الياء حرف الروي، وكانت ردفاً له، لا يجوز في موضعها إلا الواو، إذ كانت في المد بمنزلتها.

وهذا البيت من الطويل، من الدائرة الأولى من دوائر العروض. وله ثلاثة أضرب: مفاعلين: سالٌم، وهو الضرب الأول.

ومفاعلن: مقبوض، وهو الضرب الثاني.

وفعولن: محذوف معتمد، وهو الضرب الثالث.

ومعنى الاعتماد فيه، أن جزءه السابع المتصل بالضرب حكمه أن يجيء مقبوضاً، غير سالم، كبيت أبي الأسود هذا. ألا ترى أن قوله: "جهوب"، وزنه "فعولن" مقبوض، وقوله: "لبيب" وزنه "فعولن" محذوف. ومعنى محذوف: أنه كان "مفاعلين"، فحذف منه "لن" وهو سبب، فبقي"مفاعي" فنقل إلى "فعولن".

فإذا سلم الجزء السابع من القبض، كان ذلك عيباً في العروض، مكروهاً مع هذا الضرب المحذوف، كما قال الآخر:

أقيموا بني النعمان عنا صدوركم ... وإلاّ تقيموا صاغرينَ الرؤوسا

فقوله: "غرين" وزنه"فعولن" سالم، وقوله: "رؤوسا" "فعولن" جاء الجزء السبع سالماً، وذلك عيب.

سبب هذا الشعر: أنه خطب امرأة من القيس، يقال لها: أسماء بنت زياد، فاسرها أمرها إلى صديق له، من الأزد، يقال له: الهيثم بن زياد، فأخبر بذلك ابن عم لها، كان بخطبها. فمضى ابن عمها فتزوجها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015