قولك: المال لزيد، ولعمرو، كما قدمت، فكما أن تلك موصولة بلا خلاف، فكان ينبغي أن تكون هذه موصولة بما جرته، لا فرق.

فأما من ظن أن قولهم: يا لبكر، ويا للمسلمين أنه "يا آل ذا". فتارك لصواب اللفظ، وصحة المعنى.

أما اللفظ؛ فلأنه خلاف همزة "آل"، التي هي فاؤه، وألفه التي هي مكان عينه حذفا من غير أن يأتي عليه بدليل، أو يظهر له وقت استعمال.

وأما المعنى، فإن قوله: "يا لله"، إنما معناه: يا الله بالدعاء إليه سبحانه، ولا يراد به يا "أهل الله"، وكذلك "يا للمسلمين"، إنما معناه: يا ألله بالدعاء إليه سبحانه، ولا يراد به يا "أهل الله"، وكذلك "يا مسلمين"، إنما معناه: يا مسلمون، وكذلك "يا للعجب"، إنما يدعو نفس العجب، فيقول: هذا من أولائك وليس يريد يا أهل العجب، ولا يا أهل المسلمين، وهذا لاحق بالضرورة.

فإن قيل: ليس الغرض هنا عبارة عن "الأهل"، وإنما "الآل": الشخص هنا: فكأنه إذا قال: "يا لبكر، فكأنه قال: يا شخص بكر احضر.

فالجواب أن قولهم: "يا الله"، يرفع هذا، وأيضاً لو كان هذا أصلا عندهم لجاز، بل وجب أن يخرج في بعض الأحوال، أو في أكثرها؛ ليدل على الغرض وينفي الظنة والشبهة.

وهذا لم يسمع في نظم، ولا نثر، فوجب اطراحه، وترك اعتقاده ويكفي من هذا قولهم: "يا لزيد ولعمرو"، "ويا للكهول وللشبان"، فالعطف باللام الجارة دليل على أن "اللام الأولى"مثلها.

والنائي: البعيد، والمغترب: الغريب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015