ومن إنشاء بعض الكتاب: وصل كتابك فاستلمته استلام الحجر الأسود وتمتعت منه بالعيش الأخضر، وجمعت منه يدي على الكبريت الأحمر والبازي الأشهب وملك بن الأصفر.

ومن رسالة لبعضهم: قد أوردنا الحديد الأخضر في ماء الوريد الأحمر من عدو الله الأزرق من بني الأصفر.

ومن إنشاء القاضي الفاضل في وصف كتاب: ففضضته فكم لحفتني من شرارة، وقضضته فإذا جبال النور منه مستعارة، كأن شرارته الجمالات الصفر؛ أو القصور الحمر أوالنصول الزرق والليالي السود والبروق البيض.

ومنه قول الحسين بن مطير:

مخصرة الأوساط زانت عقودها ... بأكثر مما زينتها عقودها.

بصفر تراقيها وحمر أكفها ... وسود نواصيها وبيض خدودها.

وقال ابن حيوس:

إن ترد علم حالهم عن يقين ... فالقهم يوم نائل أو نزل.

تلق بيض الوجوه سود مثار ال ... نقع خضر الأكناف حمر النصال.

وقوله:

ببياض عزم واحمرار صوارم ... وسواد نقع واخضرار رحاب.

وقول مهيار الديلمي:

بيضاء في الغادين يومي أسود ... من بعدها وبكاي أحمر قاني.

وقول ابن النبيه:

دع النوح خلف حدوج الركاب ... وسل فؤادك عن كل ذاهب.

ببيض السوالف حمر المراش ... ف صفر الترائب سود الذوائب.

وقوله أيضاً: بيض الأيادي حمر أطراف القنا=سود العجاج تحل ربعا أخضرا.

وقوله أيضاً:

وفي الكلة الحمراء بيضاء طفلة ... بزرق عيون السمر يحمى احورارها.

أثار لها نقع الجياد سرادفا ... به دون ستر الخدر عنا استتاره.

وقال بعضهم:

الغصن فوق الماء تحت شقائق ... مثل الأسنة خضبت بدماء.

كالصعدة السمراء تحت الراية ال ... حمراء فوق اللامة الخضراء.

وقول الصفدي:

ما أبصرت عيناي أحسن منظرا ... فيما ترى من سائر الأشياء.

كالشامة الخضراء فوق الوجنة ال ... حمراء تحت المقلة السوداء.

وبيت بديعيتة الصفي الحلي قوله:

خضر المرابع حمر السمر يوم الوغى ... سود الوقائع بيض الفعل والشيم.

وبيت بديعية العز الموصلي قوله:

خضر المرابع حمر البيض سود ردى ... بيض الثنا فاستمع تدبيج وصفهم.

وبيت بديعية ابن حجة قوله:

واخضر أبيض عيشي حين دبجه ... بياض حظي من زرق العداة حمي.

وبيت بديعية المقري قوله:

تبيض ما اسود يوم شبهه دهم ... وجها إذا احمر سمر فوق سمرهم.

وبيت بديعية العلوي قوله:

قد بيض الوجه حين اسود وجه الوغى ... خضر الديار فدبج وصف حالهم.

ولم ينظم ابن جابر ولا السيوطي ولا الطبري هذا النوع أيضاً، والله أعلم.

التفسير.

تفسير ومزاياهم وفخرهم ... بعلمهم ومعاليهم وجودهم.

التفسير في اللغة تفعيل من الفسر وهو البيان والكشف، وقيل: هو مقلوب السفر، يقال: أسفر الصباح: إذا أضاء.

وفي الاصطلاح (سماه ابن مالك وآخرون التبيين) عبارة عن أن يأتي المتكلم في أول الكلام نثرا كان أو نظما بمعنى لا يستقل الفهم بمعرفة فحواه دون أن يفسر. فإن كان الكلام نظما فالتفسير إما في البيت الأخير أو في بقية البيت إن كان الكلام الذي يحتاج إلى التفسير في أوله. ويقع التفسير على أنحاء: منها أن يقع بعد الفعل وفاعله كقوله:

صالوا وجادوا وضاؤا واحتبوا فهم ... أسد ومزن وأقمار وأجبال.

ومنها أن يقع بعد الحروف المتضمنة معنى الشرط كقول الفرذدق:

لقد جئت قوما لو لجأت إليهم ... طريد دم أو حاملا ثقل مغرم.

لا لفيت منهم معطيا أو مطاعنا ... وراءك شزرا بالوشيج المقوم.

ففسر قوله: حاملا ثقل مغرم، بقوله: أنه يلقى فيهم من يعطيه، وفسر قوله: طريد دم، بقوله: أنه يلقى فيهم من يطاعن دونه ويحميه. ولم يراع الترتيب، لأن عدم الترتيب مع حسن الجوار وقرب الملائم لا ينقص حسن الكلام البليغ، ألا ترى غلى قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم) ثم قال سبحانه بعد ذلك: (وأما الذين ابيضت وجوههم) .

ومنها أن يقع بعد الجار والمجرور كقول الحسين بن مطير:

أشكو إلى الله من نارين واحدة ... في وجنتيه وأخرى منه في كبدي.

ومن سقامين سقم قد أحل دمي ... من الجفون وسقم حل في جسدي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015