ومن الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام:

وما الدهر والأيام إلا كما ترى ... رزية مال أو فراق حبيب

وإن امرءاً قد جرب الدهر لم يخف ... تقلب حاليه لغير لبيب

ومنه:

فرض على الناس أن يتوبوا ... لكن ترك الذنوب أو جب

والدهر في صرفه عجيب ... وغفلة المرء فيه أعجب

والصبر في النائبات صعب ... لكن فوت الثواب أصعب

وكل ما يرتجى قريب ... والموت من كل ذاك أقرب

ومنه:

أرى الدنيا ستؤذن بانطلاق ... مشمرة على قدم وساق

فما الدنيا بباقية لحي ... ولا حي على الدنيا بباق

ومنه:

فمن يحمد الدنيا لعيش يسره ... فسوف لعمري عن قليل يلومها

إذا أقبلت كانت على المرء حسرة ... وإن أدبرت كانت كثيرا همومها

وقال آخر:

تعالى الله يا سلم بن عمرو ... أذل الحرص أعناق الرجال

هب الدنيا تساق إليك عفوا ... أليس مصير ذاك إلى زوال

أخر:

ألا يا نفس أن ترضي بقوت ... فأنت عزيزة أبدا غنيه

دعي عنك المطامع والأماني ... فكم أمنية جلبت منية

آخر:

نهاية أهواء القلوب بعيدة ... ومن دونها للحدثات مصائد

فنحن كطير يبتغي الحب مسرعا ... ودون الذي يبغيه فخ وصائد

آخر:

يجد بنا الزمان ونحن نلهو ... ولا ندري متى يرد الحمام

ويخدعنا الهوى في ظل عيش ... يمر بنا كما مر الغمام

كركب سفينة في لج بحر ... تسير بهم وهم فيها نيام

(قال) أبو الفتح البستي:

يا من يؤمل في دنياه عافية ... أبعدت ما أنت في دار المعافاة

دنياك ثغر فكن منها على حذر ... فالثغر مأوى مخافات وآفات

(وقال) عبدة بن الطبيب:

المرء ساع لأمر ليس يدركه ... والعيش شح وإشفاق وتأميل

آخر:

متى تنقضي حاجات من ليس بالغا ... إلى حاجة حتى تكون له أخرى

آخر:

تموت مع المرء حاجاته ... وحاجات من عاش لا تنتهي

وقال آخر:

دنياك دار غرور ... ومتعة مستعارة

ودار كسب ولبس ... ومغنم وتجارة

ورأس مالك نفس فاحذر عليها الخسارة

فلا تبعها بأكل ... وطيب عيش وشاره

فأن ملك سليما ... ن لا يقي يشراره

وقال محمد بن ظفي المكي صاحب سلوان المطاع:

يا متعبا كده الحر ... ص في الفضول وكاده

لو حزت ما حاز كسرى ... وما حوى وأفاده

ما كنت إلا معنى ... ومغرما بالزيادة

لم يصف في الأرض عيش ... إلا لأهل الزهاده

فرض على الزهد نفسا ... فإنما الخير عادة

وقلت أنا في نوع الموعظة:

لا تجزعن إذا نابتك نائبة ... ولا تضيقن من خطب إذا نابا

ما يغلق الله بابا دون قارعة ... إلا ويفتح بالتيسير أبوابا

ومن الكلام الجامع في شكاية الزمان قول أبو العلاء المعري:

منك الصدود ومني بالصدود رضى ... من ذا علي بهذا في هواك قضى

بي منك ما لو غدا بالشمس ما طلعت ... من الكآبة أو بالبرق ما ومضا

إذا الفتى ذم عيشا في شبيبته ... فما يقول إذا عصر الشباب مضى

وقد تعوضت عن كل بمشبهه ... فما وجدت لأيام الصبا عوضا

الشاهد في البيت الثالث.

وقول الشريف الرضي رضي الله عنه:

واها على عهد الشباب وطيبه ... والغض من ورق الشباب الناضر

واها له ما كان غير دجنة ... قلصت صبابته كظل الطائر

وأرى المنايا إن رأت بك شبيه ... جعلتك مرمى نبلها المتواتر

كان السواد سواد عين حبيبه ... فغدا البياض بياض طرف الناظر

لو يفتدى ذاك السواد فديته ... بسواد عيني بل سواد ضمائري

أبياض رأس واسوداد مطالب ... صبرا على حكم الزمان الجائر

وقال آخر:

فسلام على المروة والدي ... ن وربعي ذراهما المأنوس

حيث فعل الأيام ليس بمذمو ... م ووجه الأيام غير عبوس

وقال أبو الطيب:

أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرهم وأتيناه على الهرم

وذيله السيد علي بن الأبزر من شعراء العصر فقال:

فهم على كل حال أدركوا هرما ... ونحن جئناه بعد الموت والعدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015