سورة البينة

* * *

فإن قيل: المراد بالرسول هنا محمد صلى الله عليه وسلم بلا خلاف، فكيف قال تعالى: (يَتْلُو صُحُفًا) وظاهره يدل على قراءة المكتوب من الكتاب وهو منتف في حقه صلى الله عليه وسلم لأنه كان أمياً؟

قلنا: المراد يتلو ما في الصحف عن ظهر قلبه، لأنه هو المنقول عنه صلى الله عليه وسلم بالتواتر.

* * *

فإن قيل: ما الفرق بين الصحف والكتب حتى قال تعالى: (صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ) ؟

قلنا: الصحف القراطيس، وقوله تعالى: "مطهرة " أي من الشرك الباطل، وقوله تعالى: (فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) أي مكتوبات مستقيمة

ناطقة بالعدل والحق، يعنى الآيات والأحكام.

* * *

فإن قيل: كيف قالى الله تعالى: (

هن بمد ما بحاه قه وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) أي النبى صلى الله عليه وسلم آو القرآن، والمراد بأهل الكتاب اليهود والنصارى، وهم ما زالوا متفرقين مختلفين يكفر كل فريق منهم الآخر قبل مجيء البينة وبعدها؟

قلنا: المراد به تفرقهم عن تصديق النبى صلى الله عليه وسلم والإيمان به قبل أن يبعث، فإنهم كانوا مجتمعين على ذلك متفقين

عليه بأخبار التوراة والإنجيل، فلما بعث إليهم تفرقوا، فمنهم من آمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015