فإن قيل: بين لا يضاف إلا إلى اثنتين فصاعدا فكيف قال: (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) ؟

قلنا: أحد هنا بمعنى الجمع الذي هو آحاد كقوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ) .

فإنه ثم بمعنى الجمع بدليل قوله: (حَاجِزِينَ) .

فكأنه قال لا نفرق بين آحاد من رسله كقوله: المال بين آحاد الناس ولأن أحداً يصلح للمفرد المذكر والمؤنث وتثنيتها وجمعهما نفياً وإثباتاً، نقول: ما رأيت أحدا إلا بنى فلان أو إلا بنات فلان

سواء، وتقول إن جاءك أحداً بكتابى فأعطه وديعتى يستوى فيه الكل، فالمعنى لا نفرق بين أثنين منهم أو بين جماعة منهم ومنه

قوله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ) .

* * *

فإن قيل: من أين دل قوله تعالى: (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) على أن الأول في الخير والثانى في الشر؟

قلنا: قيل هو من كسبت واكتسبت، فإن الأول للخير والثانى للشر؟

وليس لقوله تعالى: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا) .

وقوله: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) .

وقوله: (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015