(يَا عين فابكي على بَحر الْعُلُوم دَمًا ... يَا عين سحي وَلَا تبقي وَلَا تذري)

(يَا قلب واحزن على فقدان بدر دجى ... قد قل فِيهِ دموع الْغَيْم بالمطر)

(من قد حوى الْعلم والعليا وَخير تَقِيّ ... من قد رقى فِي الْمَعَالِي رُتْبَة الزهر)

(ذُو الْقدر وَالْفَخْر وَالْإِحْسَان ذُو كرم ... ذُو الحزم والجزم وَالتَّدْبِير وَالنَّظَر)

(ذَاك الَّذِي فاق أهل الْعَصْر من قدم ... أنعم بِهِ أَحْمد اسْم أَحْمد أَحْمد السّير)

(وَذَاكَ خَاتِمَة الْقَوْم الْكِرَام وَمن ... تزهو دمشق بِهِ كَالْكَوْكَبِ السحر)

(قد كَانَ فِي علم فقه الشَّافِعِي جبلا ... فيا لَهُ من فَقِيه النَّفس ذِي الْخَبَر)

(وَفِي الحَدِيث بحار لَا قَرَار لَهَا ... عَن البُخَارِيّ فَحدث غير مفتكر)

(ترَاهُ فِي دارة الْإِمْلَاء بدر دجى ... من حوله أنجم الطلاب للدرر)

(أشيخ ذَا الْعَصْر قد قصمت أظهرنَا ... مذغبت عَنَّا وَلنْ يبْقى سوى الْأَثر)

(قد كنت بَدْرًا مضيئا فِي سَمَاء علا ... فعدت منكسفا كالبدر فِي السرر)

(يَا أَيهَا الذَّاهِب الْبَاقِي مآثره ... فِي الأَرْض مشرقة كَالشَّمْسِ فِي الظّهْر)

(أجريت يَوْم التنآئي مزن أدمعنا ... فَلَا يرى الدمع منا غير منحدر)

(دارت كؤس المنايا والهموم على ... قُلُوبنَا حِين سِرْتُمْ سير مبتدر)

(فالقلب بعْدك فِي هم وَفِي حزن ... والعيش بعْدك عَيْش غير مُعْتَبر)

(والشوق مضطرم وَالصَّبْر مُنْهَزِم ... والدمع منسجم والطرف ذُو سهر)

(وَالْجَامِع الرحب أضحى نائحا حزنا ... يَقُول واأسفا قد انمحى قمري)

(دم فِي جنان النَّعيم مارحا أبدا ... مَا دَامَ قلبِي عَلَيْكُم فِي لظى سقر)

(ودام نجلك ممدودا بمجدك مَعَ ... مَا نلته من علو الْقدر وَالْفَخْر)

(من فاق أقرانه طرا بأَرْبعَة ... الْعلم والحلم والتوفيق وَالظفر)

(لَا زَالَ محترسا دَوْمًا بأَرْبعَة ... الطّور والنور وَالْفرْقَان وَالزمر)

(وصانه ربه من شَرّ أَرْبَعَة ... الْهم والحزن والأكدار والخطر)

(يَا أَيهَا الشهم من قد طَابَ منشأه ... صبرا على مَا جرى بالحكم وَالْقدر)

(فالدار دَار هموم لَيْسَ فِيهِ صفا ... وَالْكل يفنى على التدريج بالأثر)

(وَالله عز علينا أَن تصاب بِهِ ... فقلبنا مِنْهُ فِي هم وَفِي كدر)

(لَو كَانَ يجدي الْفِدَاء مَيتا بذلت ... بِالْمَالِ وَالروح فِيهِ أنفس الْبشر)

(وَابْشَرْ فوالدكم قد جا مؤرخه ... فِي رَحْمَة الله حل مائج الْفِكر)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015