سنة أربع وأربعين وثمانمائة

استهلت يوم الخميس موافقاً للثامن من بونة من شهور القبط.

وفي يوم السبت الثالث منه قبض على الأستادار ناصر الدين محمد ابن أبي الفرج وحبس بالبرج، ثم تسلمه الوزير بعد أيام على مال صودر عليه، واستقر في وظيفته مملوك يقال له طوغان، وخلع عليه وباشر.

وفي يوم الاثنين الثاني عشر منه ووافق التاسع عشر من بونة وهو أول يوم من فصل الصيف، وكان الهواء بارداً وقت السحر واستمر إلى إن تعالى النهار بحيث وجد من البرد كأيام أوائل الربيع، فلما قرب الظهر اشتد الحر جداً كما في كل يوم.

وخلع على القاضي سراج الدين عمر بن موسى الحمصي، واستقر في قضاء الشام على عادته بعد أن سعى السعي الحثيث وأجيب بالمنع مراراً، فلم يزل يتلطف لي أن أجيب، وتوجه في اليوم العشرين من المحرم.

وكذا أعيد قاضي صفد علاء الدين بن حامد وصرف الزهري وتوجه في هذا الشهر، وفيه - قبض على ابن القف ناظر الجيش بصفد لشكوى نائب صفد منه، وأخبر قائس النيل في اليوم الخامس والعشرين من بونة وهو الثامن عشر من المحرم إن النيل بلغ في القياس إلى ستة أذرع وأربعة أصابع، ونودي عليه في العشرين منه بثلاثة اصابع، واستمرت الزيادة.

وفي يوم الثلاثاء سابع عشري المحرم رفع إلى السلطان أن رجلاً مات وأوصى إلى رجل فضم القاضي الشافعي إليه آخر وأن التركة وقع فيها تفريط، فطلبهما وطلب نائب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015