الخليفة بلجاجه ومخالفته للأمراء وكونه استعجل على لقاء طغريل وأخرب بيت الشيخ عبد القادر وشتت أولاده، ويقال إنه بعث في الليل من نبش الشيخ عبد القادر ورمى عظامه في اللجّة وقال: هذا وقف ما يحل أن يدفن فيه أحد.

ولما اعتقله الخليفة كتب فتوى بأنه كان سبب هزيمة عسكر الخليفة وذكروا أشياء أخر فأفتوا بإباحة دمه فسلم إلى أحمد ابن الوزير بن القصّاب فبقي في داره فلما مات ابن القصّاب اعتقل في التاج وأخرج في سابع عشر صفر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ميتا ودفن بالسرداب.

وفي هذا العام توفي الشاعر أحمد بن الغريق الهاشمي الظاهري (?).

ومن شعره ما اعتذر به عن الاكتحال يوم عاشوراء:

لم أكتحل في صباح يوم … أريق فيه دم الحسين

إلاّ لحزني وذاك إني … سوّدت حتى بياض عيني

وأما صدقة بن الحدّاد (?) الذي قرأ عليه ابن يونس القرآن فهو صدقة بن الحسين بن الحسن أبو الفتح الناسخ الحنبلي يعرف بابن الحداد.

حفظ القرآن وتفقه وأفتى وناظر لكنه قرأ الشفا لابن سينا وكتب الفلاسفة فتغيّر اعتقاده وكان يبدر من فلتات لسانه ما يدل على سوء عقيدته وتارة يشفق من حبس الراوندي وتارة يشير إلى عدم بعث الأجساد وتارة يعترض على القضاء والقدر وله أشعار تتضمن شيئا من ذلك، توفي سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015