يحلبانها فقال لهما الحارث: خليا عنها فليست لكما، فضرط البائن منهما- البائن:

الذي يقف من جانب الحلوبة الأيمن، ويقال للحالبين البائن والمستعلي، والمستعلي الذي من جانب الناقة الأيسر- فقال المستعلي: والله ما هي لكما، فقال الحارث: است البائن اعلم «1» فأرسلها مثلا وردّ الإبل على الجميح فانصرف بها.

80- رويد الغزو ينمرق.

كانت امرأة من طيء «2» يقال لها رقاش كانت تغزو بهم ويتيمنون برأيها، وكانت كاهنة، وكان لها حزم ورأي، فأغارت بطيء وهي عليهم على إياد بن نزار بن معد يوم رحى حائر فظفرت بهم وغنمت وسبت، فكان فيما أصابت من إياد فتى شابّ جميل، فاتخذته خادما فرأت عورته فأعجبها فدعته إلى نفسها فوقع عليها فحملت فأتيت في إبان الغزو لتغزو بهم، فقالوا لها: هذا أوان الغزو فاغزي أن كنت تريدين الغزو، فجعلت تقول: رويد الغزو ينمرق «3» فأرسلتها مثلا. ثم جاءوا لعادتهم فرأوها نفساء مرضعا قد ولدت غلاما، فقال بعض شعراء طيء «4» :

نبئت أنّ رقاش بعد شماسها ... حبلت وقد ولدت غلاما أكحلا «5»

فالله يحظيها ويرفع ذكرها «6» ... والله يلحقها «7» كشافا مقبلا

كانت رقاش تقود جيشا جحفلا ... فصبت وحقّ لمن صبا أن يحبلا

دري رقاش فقد أصبت غنيمة ... فحلا يصورك أن تقودي جحفلا

81- أتتك بحائن رجلاه.

زعموا أن المنذر بن امرىء القيس- وهو جد النعمان بن المنذر، وكانت أمه ماء السماء امرأة من النمر بن قاسط- قال للحارث بن العيف بن عبد القيس، والمنذر يومئذ محارب للحارث بن جبلة الغساني ملك الشام: اهج الحارث بن جبلة، فقال له الحارث بن العيّف «8» :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015