لقمان، فقال عمرو: أضاحك أنت؟ فقال لقمان: ما أضحك إلا من نفسي، أما إني قد نهيت عمّا ترى، قال: ومن نهاك؟

قال: فلانة، قال: أفلي عليك إن وهبتك لها لتعلمّنها ذلك؟ قال: نعم فخلى سبيله، فأتاها لقمان «1» فقال: لا فتى إلا عمرو، قالت: أقد لقيته؟ قال: نعم قد لقيته فكان كذا وكذا، ثم أسرني فأراد قتلي، ثم وهبني لك، فقالت: لا فتى إلا عمرو.

زعموا «2» أن لقمان كان يقول: إذا أمسى النجم، قم رأس، ففي الدثار فاخنس، وسمناهنّ فاحدس «3» ، وأنهش بنيك وأنهس، وإن سئلت فاعبس.

أحدس: أضجعها فاذبحها، وأنهس: أي أطعم بنيك، خنس في البيت: إذا قعد.

وقال «4» : إذا طلعت الشعري سفرا- أي عشيا- ولم تر فيها مطرا، فلا تغذون إمّرة ولا امرا، وأرسل العراضات أثرا، يبغينك في الأرض معمرا «5» .

سفرا: غروب الشمس قبل أن يغيب الشفق، يقول لا تغذون جذعا جديا ولا عناقا على هذا القليل.

151- سمّن كلبك يتبعك.

زعموا أنه كان لرجل من طسم كلب فكان يسقيه اللبن ويطعمه اللحم ويسمنه ويرجو أن يصيد به أو يحرس غنمه، فأتاه ذات يوم وهو جائع فوثب عليه الكلب فأكله فقيل: سمّن كلبك يأكلك «6» ، فذهب مثلا.

وقال بعض الشعراء «7» :

ككلب طسم وقد تربّبه ... يعلّه بالحليب في الغلس

ظلّ عليه يوما يفرفره ... إلّا يلغ في الدماء ينتهس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015