وكان أبو أحمد من ذوى النباهة والصيت عند بنى بويه، ولقّبه بهاء الدولة أبو نصر ابن بويه بالطاهر الأوحد؛ كما كان من ذوى القدر والجاه عند بنى العباس؛ وولّوه النظر فى المظالم ونقابة الطالبيّين مرات؛ كان يقوم بالسفارة بينهم وبين آل بويه أحيانا، وبين الحمدانيّين أحيانا، فمحض النصح، وبصّر بمناهج الرشد، وأبدى الرأى الأصيل؛ وظفر بالمكانة منهم جميعا. ومات فى سنة 400. وقد رثاه أبو العلاء المعرّى بقصيدته المشهورة:

أودى فليت الحادثات كفاف … مال المسيف وعنبر المستاف (?)

الطّاهر الآباء والأبناء والآ … راب والأثواب والألّاف

رغت الرّعود وتلك هدّة واجب … جبل هوى من آل عبد مناف (?)

بخلت فلما كان ليلة فقده … سمح الغمام بدمعه الذرّاف

ويقال إن البحر غاض وإنها … ستعود سيفا لجّة الرّجّاف (?)

ويحقّ فى رزء الحسين تغيّر الحرسين، بله الدرّ فى الأصداف (?)

وفيها يذكر الشريفين ويعزيهما:

ولقيت ربّك فاستردّ لك الهدى … ما نالت الأيام بالإتلاف

وسقاك أمواه الحياة مخلّدا … وكساك شرخ شبابك الأفواف

أبقيت فينا كوكبين سناهما … فى الصّبح والظّلماء ليس بخاف

متأنّقين وفى المكارم ارتعا … متألّقين بسؤدد وعفاف

قدرين فى الإرداء، بل مطرين فى الإجداء، بل قمرين فى الإسداف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015