كان إذا غزا انحوش، وإذا انصرف انكمش، وإذا لقى افترش، قَالَ: فمن أيّ ولده أنت؟ قَالَ: من ربيعة، قَالَ: وما ربيعة؟ قَالَ: كان يغزو بالخيل، ويغير بالليل، ويجود بالنّيل، قَالَ: فمن أيّ ولده أنت؟ قَالَ: من أمهر، قَالَ: وما أمهر؟ قَالَ: كان إذا طلب أفضى، وإذا أدرك أرضى، وإذا آب أنضى، قَالَ: فمن أيّ ولده أنت؟ قَالَ: من جديلة، قَالَ: وما جديلة؟ قَالَ: كان يطيل النّجاد، ويعدُّ الجياد، ويجيد الجلاد، قَالَ: فمن أيّ ولده أنت؟ قَالَ: من دعميٍّ، قَالَ: وما دعميّ؟ قَالَ: كان ناراً ساطعاً، وشراً قاطعاً، وخيراً نافعاً، قَالَ: فمن أيّ ولده أنت؟ قَالَ: من أفصى، قَالَ: وما أفصى؟ قَالَ: كان ينزل القارات، ويكثر الغارات، ويحمي الجارات، قَالَ: فمن أي ولده أنت؟ قَالَ: من عبد القيس، قَالَ: وما عبد القيس؟ قَالَ: أبطالٌ ذادة، جحاجحة سادة، صناديد قادة، قَالَ: فمن أيّ ولده أنت؟ قَالَ: من أفصى، قَالَ: وما أفصى؟ قَالَ: كانت رماحهم مشرعة وقدورهم مترعة، وجفانهم مفرغة، قَالَ: فمن أيّ ولده أنت؟ قَالَ: من لكيز، قَالَ: وما لكيز؟ قَالَ: كان يباشر القتال، ويعانق الأبطال، ويبدّد الأموال، قَالَ: فمن أيّ ولده أنت؟ قَالَ: من عجل، قَالَ: وما عجل؟ قَالَ: الليوث الضّراغمة، الملوك القماقمة، القروم القشاعمة، قَالَ: فمن أيّ ولده أنت؟ قَالَ: من كعب، قَالَ: وما كعب؟ قَالَ: كان يسعّر الحرب، ويجيد الضّرب، ويكشف الكرب، قَالَ: فمن أيّ ولده أنت؟ قَالَ: من مالك، قَالَ: وما مالك؟ قَالَ: هو الهمام للهمام، والقمقام للقمقام، فقَالَ معاوية، رحمه الله: ما تركت لهذا الحيّ من قريش شيئاً، قَالَ: بل تركت أكثره وأحبّه، قَالَ: وما هو؟ قَالَ: تركت لهم الوبر والمدر، والأبيض والأصفر، والصّفا والمشعر، والقبّة والمفخر، والسّرير والمنبر، والملك إِلَى المحشر، قَالَ: أما والله لقد كان يسوءني أن أراك أسيرا! قَالَ: وأنا والله لقد كان يسوءني أن أراك أميراً! ثم خرج فبعث إليه فردّ ووصله وأكرمه القارات جمع قارة وهي الجبيل الصغير.
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ: قَالَ معاوية، رحمه الله، لعقَال: بما سادكم الأحنف وهو خارجيّ؟ فقَالَ: إن شئت حدثتك عنه بخصلة، وإن